21 ديسمبر 2011

الحقوق المالية للزوجة فى الحضارات القديمة

المطلب الأول
الحقوق المالية للزوجة فى الحضارة اليونانية والرومانية

كانت الزوجة  ـ والمرأة بصفة عامة ـ عند اليونان والرومان لا تملك لنفسها أمرا ولا نهيا ولا يزيد وضعها عن كونها سلعة، فليس لها حق في الميراث ولا في الملكية ولا في التصرف ، فهي كالطفل والمجنون لا أهلية لها.
يقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه المرأة بين الفقه والقانون:" أما الأهلية المالية فلم يكن للبنت حق التملك وإذا اكتسبت مالا أضيف إلى أموال رب الأسرة، ولا يؤثر في ذلك بلوغها ولا زواجها وإن أعطوها فيما بعد بعض الحقوق إلا أنها ظلت بعد ذلك قاصرة الأهلية"[1].
وجاء في التشريع الروماني: "إن قيد المرأة لا ينزع ونيرها لا يخلع".
فالتشريع اليوناني والروماني لم يكن يعترف أصلا بأية حقوق للمرأة وكان يعتبرها مخلوقا أقل قيمة إنسانية من الرجل فهي يجب أن تقتصر على تدبير شؤون المنزل والأمومة والحضانة[2].

المطلب الثانى
الحقوق المالية للزوجة فى حضارة الهنود القدامى
لم يكن للمرأة عند الهنود في شريعة مانو أي حق من الحقوق، فهي تابعة وخاضعة لأبيها في شبابها، أو زوجها أو ولدها عند تأيمها، إذا كان لها أبناء، وإلا فإنها لأقرباء بعلها، ولا يجوز ترك أمرها لها، فهي قاصرة طيلة حياتها إذ كل ما تملكه يعود لأبيها أو زوجها أو ولدها، فهي غير صالحة للاستقلال بنفسها[3].
وفي الميراث لا ترث زوجها؛ لأنها بضاعته، ولا ولدها؛ لأنها مستولدة أبيه، ولا أبيها؛ لأنها قطعة من مملوكاته معروضة للبيع تحت اسم التزويج[4].
فالمرأة على ما جاء في عقيدة مانو لا يسمح لها، سواء كانت بنتا أو شابة أو زوجة أو حتى عجوزا، داخل بيتها، أن تعمل عملا مستقلا عن الزوج وفق مشيئتها أو رغبتها.
وعلى البنت في الصغر اتباع والدها، وفي الشباب إطاعة زوجها وبعد موت زوجها يجب عليها أن تتبع أولاد زوجها ولا يسمح لها بأي استقلال فردي ولا يحق لها أن تجري أي تصرف في مراحل حياتها وفق مشيئتها ورغبتها حتى ولو كان ذلك الأمر من الأمور الداخلية لمنزلها[5].
وعليه فهي لا تملك أي شيء على ما جاء في كتبهم المقدسة، أسوة بالعبيد، حيث جاء في كتبهم: "ثلاثة أشخاص في شريعة منو لا يملكون: الزوجة والإبن والعبد"[6].


[1] المرأة بين الفقه والقانون، مصطفى السباعى، دار الوراق للنشر والتوزيع ودار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط 1، 1998م/1418هـ، ص 13.
[2] حقوق المرأة فى الشريعة الإسلامية، مولاي مليانى البغدادى، قصر الكتاب، الجزائر، 1997م، ص 52.
[3] المرأة مركزها وأثرها فى تاريخ العالم، ستراشى راى، مكتبة النهضة، القاهرة (2/349).
[4] المرأة بين الفقه والقانون، مصطفى السباعى، ص 15، و المرأة فى التصور الإسلامي، عبد المتعال محمد الجبرى، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة السادسة، 1403هـ/1983م، ص 51.
[5] المرأة فى التصور الإسلامي، عبد المتعال محمد الجبرى، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة السادسة، 1403هـ/1983م، ص 51.
[6] قصة الحضارة، ويل ديورانت (3/179).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق